عالم أحلى بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عالم أحلى بنات

منتديات بناتية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

أسباب قبول رمضان جعلنا من المقبولين..  08zprci9" width=104>


 

 أسباب قبول رمضان جعلنا من المقبولين..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شموخ أنثى
مديرة الموقع
شموخ أنثى


عدد المساهمات : 53
نقاط : 107
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 19/05/2010
العمر : 32

أسباب قبول رمضان جعلنا من المقبولين..  Empty
مُساهمةموضوع: أسباب قبول رمضان جعلنا من المقبولين..    أسباب قبول رمضان جعلنا من المقبولين..  Emptyالإثنين أغسطس 09, 2010 5:03 pm

الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
وبعد أخي الحبيب
كيف تتلذذ بالصيام ؟ كيف تتعرف على الله من الصيام ؟ ومن ثم تحبــه سبحانه وتعالى .
كيف يكون رمضان عمل مقبول ؟ كيف يكون رمضان غير كل رمضان ؟
كيف تخرج من رمضان وقد ترقيت في سيرك إلى الله تعالى ؟
كيف تخرج وقد حصلت مقاصد رمضان العامة والخاصة ؟
ما هي الأعمال التي تؤدى في رمضان ؟ وكيف تتلذذ بها ؟
وكيف تتعرف عليه منها ؟ ومن ثم يزداد حبك له سبحانه وتعالى .
وما هي المعاني والمقاصد في الصيام وفى أعمال رمضان ؟
تخيل مدى الحسرة يوم القيامة لعبدٍ جاء مفلساًًً ليس لأنه لم يعمل بل عمل أعمالاً كثيرة وكبيرة جداُ ولكنه وقف مع ظاهرها دون الاهتمام بأن تكون أعمالاً مقبولة ، دون النظر لبواطنها ، دون النظر لمقاصدها ودون الفهم عن الله تعالى و معرفة مراده والتحقق بذلك .
يخشى عليه من أن الدخول في قول الله تعالي :  قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا الكهف103، 104
يخشى عليه من أن الدخول في قول الله تعالي :  وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ  الزمر47
يخشى عليه من أن الدخول في قول الله تعالي :  وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا الفرقان30
مر عمر - رضي الله عنه- بدير راهب ، فناداه فأشرف الراهب ، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما يبكيك من هذا؟ قال: ذكرت قوله عز وجل عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً الغاشية 3،4 فذاك الذي أبكاني.
يخشى عليه من أن الدخول في حديث النبي صلي الله عليه وآله وسلم : ( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ، رب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب )
ولو قبل لك رمضان رفعه الله إليه وجمّل به ظاهرك وباطنك وظهر عليك أثر مقاصده في رمضان وبعده .
ولكن كيف يكون رمضان عمل مقبول ؟ ( على الاختصار والإيجاز الشديد )
بشيئين: 1 - الاهتمام بذات رمضان 2- الاهتمام بأعمال رمضان
يقول الإمام على - رضي الله عنه- : ( كونوا لقبول العـمل أشد اهتماماً من العـمل ، فإنه لا يقل عمل مع التقوى ، وكيف يقل عمل متقبل ؟! )
والملاحظ من كلام الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ أن الاهتمام الأول بالقبول أي بأسباب القبول إذ أن القبول موكول إلى فضل الله تعالى وكرمه وجوده ومنته مع الاهتمام بالعمل نفسه. وأن من يهتم بأسباب القبول يهتم بالتقوى في العمل أي يهتم بمحاسبة النفس في الأعمال لأن أصل التقوى محاسبة النفس قبل ووسط وبعد العمل.
كما قال ميمون بن مهران ـ رحمه الله تعالى ـ : ( لا يكون العبد تقياً حتى يكون محاسباً لنفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه ) ولهذا قيل أن النفس كالشريك الخوَّان إن لم تحاسبه ذهب بمالك .
والملاحظ كذلك من كلام الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قد يكون في الظاهر أن من يهتم بأن يجعل عمله بقدر استطاعته وقدر جهده أرجي للقبول أقل عملاً من غيره ، ولكن وإن كان صحيحًا في الظاهر إلا أن حقيقة الأمر خلاف ذلك إذ أن هذا العمل المقبول يرتفع عن غيره من الأعمال مهما كثرت فلا مجال للمقارنة علي أي حال من الأحوال.
ويقول الأمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ ومنها : (أي من علامات القلب السليم الذي لا ينفع عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ يوم القيامة إلا هو كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ :  يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ  الشعراء88 ،89
من علامات القلب السليم أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل فيحرص علي الإخلاص فيه والنصيحة والمتابعة والإحسان، ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه وتقصيره في حق الله تعالى. فهذه من مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحي السليم ). [إغاثة اللهفان]
ما هي أسباب القبول وكيف تطبق على رمضان ؟
أسباب القبول :
1- محاســبة قبل العــمل 2 - النيــات والصدق فبها
3- محاســبة وسط العـمل 4 - آداب عامة ( ظاهرة و باطنة )
5- محاســبة بعـد العـمل 6 - المنحة أو الأثر (علامات القلب السليم)
أسباب القبول سوف نبينها إن شاء الله تعالى بفضله وكرمه وجوده بالتفصيل في رسالة العمل المقبول.
بدأ من 6- المنحة أو الأثر (علامات القلب السليم) : لأي عمل أثر في القلب والجوارح وهذا الأثر منحة من الله تعالى وهو منحة خاصة بالعـمل أو منحة عامة وهى علامات القلب السليم فينبغي على الإنسان مراجعة هذه المنحـة ( الخاصة والعامة ) حتى يتبين سيره إلى الله تعالى لأنه إن قبل عمله وجد أثر ذلك فى القلب والجوارح .
وإن لم يجد ذلك الأثر يخشى عليه من عدم القبول يخشى عليه من الإفلاس يوم القيامة فعليه مراجعة الخلل فى أسباب القبول أو علية من التوبة الحجب المانعة لظهور الأثر .
فمن منح رمضان الخاصة :
1- تحصيل التقوى  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ  وهى لجام على الفكر والقلب والجوارح فلا تتحرك إلا بالله وحوله وقوته وبالإخلاص والمتابعة . ( ويظهر أثرها في الشفاء من مرض الشهوات ، ويظهر هذا بوضوح في النظر والكلام والمخالطة في معاملة الجنس الآخر ..........الخ..من أعراض مرض الشهوة) , شدة محاسبة النفس , الهداية بالقرآن وغير ذلك من آثار التقوى .
2- الإخلاص ( والصوم لي ....) (ويظهر ذلك في نيات الأعمال وفى المسارعة إلى الأعمال الموصلة إلى الإخلاص من قيام الليل وحب الخفاء وعدم الشهرة وأن يكون بينك وبينه عمل في الخفاء حتى نفسك إن استطعت )
3- التعرف عليه. راجع آثار التعرف في رسالة الاستشفاء
4- الذل والانكسار والافتقار للعزيز الجبار ( ويظهر ذلك في الدعاء وفى ترك التدبير) .
5- الفرح عند لقاء الله تعالى ( ويظهر ذلك في الفرح بلقائه في الصلاة وبالفرح بإتمام الصيام كما يحب ويرضى).
6- تفريغ الهم والفكر ( إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم والعروق فضيقوا عليه بالجوع والعطش) تضمحل الوساوس والخواطر الرديئة لتتفرغ للفكر الصحيح والخواطر الإيمانية( التعرف على الله تعالى ـ المنجيات وكيفية التخلق بها ـ المهلكات وكيفية النجاة منها ـ في نعيم أهل الجنة وفى الرؤية والرضوان )
7- زيادة الرحمة في القلب والشعور بالفقراء ( ويظهر ذلك بالمسارعة إلى الإنفاق وإطعام الطعام) .
8- شرف الانتساب و الدخول في ( ترك طعامه وشهوته من أجلى ) ( ويظهر ذلك في القيام بالأعمال بالمحبة )
هذا بخلاف أن لرمضان مثل الأعمال منح عامة التي هي علامات القلب السليم قال تعالى : يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ  الشعراء88 ،89
التي منها على سبيل الإيجاز والاختصار : يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - :
فالقلب الصحيح ( السليم ) :
1 - يؤثر النافع الشافي علي الضار المؤذى ، والقلب المريض بضد ذلك .
وانفع الأغذية ، غذاء الأيمان ، وأنفع الأدوية دواء القران ، وكل منهما فيه الغذاء والدواء .
فيشغل قلبه بكلام محبوبه حفـظاً وتلاوةً وتدبراً وتفهماًًً وتأثراً واستشفاءً وتعرفاً على ربك سبحانه وتعالى .
2- ومن علامات صحته: أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة ، ويحل فيها حتى يبق كأنه من أهلها وأبنائها ، جاء إلى هذه الدار غريبا يأخذ منها حاجته ، ويعود إلي وطنه ، كما قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمر : "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ، وعد نفسك من أهل القبور"
3- ومن علامات صحته : لازال يضرب علي صاحبه حتى ينيب إلي الله ويخبت إليه ، ويتعلق المحب المضطر إلي محبوبة ، الذي لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقر به والأنس به ، فبه يطمئن ، واليه يسكن ، واليه يأوي ، وبه يفرح ، وعليه يتوكل ، وبه يثق ، وإياه يرجو ، وله يخاف .فذكره قوته وغذاؤه ومحبته والشوق إليه حياته ونعيمه ولذته وسروره ، و الالتفات إلى غيره والتعلق بسواده داؤه ، والرجوع إليه ، فإذا حصل له ربه سكن إليه وأطمأن به وزال ذلك الاضطراب والقلق ، وانسدت تلك الفاقة ، فإن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالي أبدا
4- ومن علامات صحته : أن لا يفتر عن ذكر ربه - اللهج بالذكر سرمدياً -، ولا يسأم من خدمته ، ولا يأنس بغيره ، إلا من يدله عليه يذكره به ، ويذاكره بهذا الأمر ، - وهذه من أوضح العلامات اللهج بالذكر سرمدياً بدون كلفة بل لا يستطيع إلا أن يذكر - .
5- ومن علامات صحته : انه إذا فآته ورده وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
6- ومن علامات صحته : أنه يشتاق إلى الخدمة ، كما يشتاق الجائع إلي الطعام والشراب .
7- ومن علامات صحته : أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا ، وأشتد عليه خروجه منها ، ووجد فيها راحته ونعيمه ، وقرت عينه وسرور قلبه .
8- ومن علامات صحته: صدق الخفاء ومحبة عدم الشهرة والخلوة به أحب إليه إلا أن تكون الخلطة أحب إلى الله تعالى0
9- ومن علامات صحته : أن يكون همه واحد ، وأن يكون في الله .
10- ومن علامات صحته : أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعا من أشد الناس شحا بماله .
11- ومن علامات صحته : التعرف على الله تعالى ومطلعة القلب لأسمائه وصفاته ومعايشة القلب لها ولتجليتها في الكتاب المقروء والمشهود .
12- ومن علامات صحته : شهود المنة وأن الله تعالى أعطاك ومنحك ومنع غيرك واجتباك وطرد غيرك وقربك وأبعد غيرك لأنه يحبك ويحب منك الإقبال فهذا يزيد محبتك لله تعالى.
13- ومن علامات صحته : أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل - بأسباب القبول - أعظم منه بالعمل ، فيحرص علي الإخلاص فيه والنصيحة والمتابعة والإحسان ، ويشهد مع ذلك منه الله عليه فيه وتقصيره في حق الله.
14- ومن علامات صحته : ليس بينه وبين الحق إلا معرفته0
15- ومن علامات صحته : مراده الله تعالى والقرب منه والنظر إليه وهو المعين – سبحانه وتعالى – على الوصول ، ومبغوضه ومكروهه الالتفات عنه والتعلق بغيره وهو المعين – سبحانه وتعالى – على دفعه أي تحقيق  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ  من إغاثة اللهفان بتصرف
..الخ من علامات القلب السليم التي سوف نبينها إن شاء الله تعالى بفضله وجوده بالتفصيل في رسالة العمل المقبول.
1- محاســبة قبل العــمل (من أسباب القبول )

أ- التحقق بأن هذا العمل أحب الأعمال إلى الله تعالى في هذا الوقت .
و من المعلوم يقينا أن صيام رمضان أحب الأعمال إلى الله تعالى في وقته
ب- وبعد التحقق دخول العمل بالله تعالى لا بالنفس لأن من دخل بالله وصل إلى الله ومن دخل بنفسه وكل إليها وإن حصل ظاهر العمل ولكن حرم آثاره في الدنيا وفى القلب وفى الآخرة
يقـول أحد السلف ـ رحمه الله تعالى ـ :
من أشرقت بدايته أشرقت نهايته ، وأن من كانت بالله بدايته كانت إليه نهايته.
كيفية دخول العمل بالله تعالى
تدخل العمل : 1) باليقين والافتقار:
تيقن أنه لو بورك لك في وقتك وعملك هذا ؛ لكان علي أحسن ما يكون من الحسن والكمال في أقل وقت ممكن تتخيله، يقول أحد السلف ـ رحمه الله تعالى ـ : من بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى مالا يدخل تحت دوائر العبارة ولا تلحقه الإشارة.
لو فهمت هذه المسألة لم تستنكر حين يقال لك أن بعض السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ كان يختم كل يوم خمس أو ست ختمات قرآن ، ومن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ من كان يقوم بالقرآن في ركعة .
وكان مجاهد ـ رحمه الله تعالى ـ يختم في رمضان فيما بين المغرب والعشاء .
وغيره وغيره وغيره……… هذه الأمور متواترة.
الأمور لا تحسب بحساباتك وعقلك وتفكيرك ، و إلا كيف تفسر قول الحبيب ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : ثلاث أقسم عليهم { ما نقص مال عبد من صدقة …… [أحمد، الترمذي صحيح ، رجل معه مائة دينار أنفق عشر فكم تكون معه ؟!! ،
فالأمور بيد من يقول للشيء كن فيكون بيد مَنْ عنده خزائن كل شيء وهو علي كل شيء قدير  إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 
لُب المسألة : الله ـ سبحانه وتعالى ـ قادر أ م لا ؟!
وقادر أن يقدرك علي هذا الفعل علي أكمل وجه وأحسنه في أقل زمن يمكن أن يكون أم لا ؟!
إذن المسألة لو أقدرك الله ـ سبحانه وتعالى ـ علي هذا الفعل ( الطاعة ) لفعلت ولو لم يقدرك لم تفعل أي شيء
وإقدار العبد علي الطاعة يسمى التوفيق وعدم إقدار العبد علي الطاعة يسمى الخُذلان
إذن النظر كيف تستجلب التوفيق ؟ وكيف تتجنب الخُذلان ؟
إذا أردت أن تستجلب التوفيق صحح العبودية لله تعالى، وتحقق بوصفك اللازم الذاتي لك صحح الفقر والفاقة و الافتقار والذل وألانكسار للعزيز الجبار ـ سبحانه وتعالى ـ .
قال ـ سبحانه وتعالى ـ :  يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ  فاطر/15
وقال ـ سبحانه وتعالى ـ :  وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [العمران/123]
وفي الحديث الذي رواه أبو داود بسند جيد عن حديث عائشة رضي الله عنها في الاستسقاء وفيه قول الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : ( الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، لا إله إلا الله يفعل ما يريد ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث ، واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغاً إلى حين ) .
وقال أحد السلف ـ رحمه الله تعالى ـ : ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك
وقال- رحمه الله تعالى - : إن أردت ورود المواهب عليك صحح الفقر والفاقة لديك  إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ 
وقال ـ رحمه الله تعالى ـ : ما طلب لك شيء مثل الاضطرار ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذلة والافتقار.
وقال ـ رحمه الله تعالى ـ : تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه، تحقق بذُلِّك يمدك بعزه، تحقق بعجزك يمدك بقدرته، تحقق بضعفك يمدك بحوله وقوته.
ويقول الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى ـ :
يحكى عن بعض العارفين أنه قال : دخلت علي الله تعالى من أبواب الطاعات كلها فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام ، فلم أتمكن من الدخول ، حتى جئت باب الذل والافتقار ، فإذا هو أقرب باب إليه وأوسعه ولا مزاحم فيه ولا معوق ، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته ، فإذا هو – سبحانه – قد أخذ بيدي وأدخلني .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رضي الله عنه ـ يقول من أراد السعادة الأبدية ، فليلزم عتبة العبودية . وقال بعض العارفين لا طريق أقرب إلى الله من العبودية ولا حجاب أغلظ من الدعوى ، ولا ينفع مع الإعجاب والكبر عمل ولا اجتهاد ، ولا يضر مع الذل والافتقار بطالة يعني بعد الفرائض.
والقصد أن هذه الذلة والكسرة الخاصة تدخله علي الله تعالى ، وترميه علي طريق المحبة فيفتح له منها باب لا يفتح له من غير هذا الطريق وإن كان طرق سائر الأعمال تفتح للعبد أبواب من المحبة ، لكن الذي يفتح منها من طريق الذل والانكسار والافتقار وازدراء النفس ورؤيتها بعين الضعف والعجز والعيب والنقص والذنب بحيث يشاهدها ضيعة، وعجزاً ، وتفريطاً وذنباً وخطيئةً نوع آخر وفتح آخر ، والسالك بهذا الطريق غريب في الناس ، هم في واد وهو في واد وهي تسمي طريق الطير ، يسبق النائم فيها علي فراشه السعاه ، فيصبح وقد قطع الطريق وسبق الركب بينما هو يحدثك إذا به قد سبق الطرف وفات السعاه ، والله المستعان ، وهو خير الغافرين. [المدارج]
فكن على يقين أن الله تعالى قادر أن يجعلك أن تصوم صيام الأولياء الصالحين لا تفكر إلا فيما يحب ويرضى فضلاً عن صيام القلب والجوارح بل مسخرة فيما يحب ويرضى واعقد العـزم والنية الصادقة على ذلك
فمن وفقه الله تعالى صام صيام الأولياء الصالحين ، ومن لم يوفقه لم يصوم حتى عن الطعام والشرب والشهوة بل يجاهر بالإفطار .
لا تحجر رحمة ربك عليك فيعاملك بما تظن به، ففي الحديث الصحيح ( أنا عند ظن عبدي بي )
وللافتقار أركان :
أ ) المعرفة بالله ـ سبحانه وتعالى ـ علي الحقيقة:
تعلم أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ هو الأول والأخر والظاهر والباطن بيده مقاليد كل شيء وعنده خزائن كل شيء خزائنه لا تنفذ " وأن من شيء إلا عندنا خزائنه " .
خزائن الفهم والعلم والقوة والصحة والمال والحج والعمرة والطاعة وتربية الأولاد وصلاح الأولاد وأن ترزق بأولاد ……………………… الخ خزائن كل شيء .
و كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ في الحديث القدسي : ( يا عبادي لو أن أولكم وأخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدا واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسائلته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر )
وأن تعلم أنه ـ سبحانه وتعالى ـ قد أحاط بكل شيء علما وهو ـ سبحانه وتعالى ـ علي كل شيء قدير له ملك السماوات والأرض له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير ـ سبحانه وتعالى ـ . وأنه لا يسكن ساكن ولا يتحرك متحرك إلا بأذنه، ولا يكون إلا ما يريد ـ سبحانه وتعالى ـ وهو ـ سبحانه وتعالى ـ رب العالمين له الأسماء الحسنى وله صفات الكمال والجلال والجمال ـ سبحانه وتعالى ـ .
فذكر نفسك بهذا وكرر وذكرها هنا وكرر عليها ذلك مرارا وتكررا عليها ما يخص هنا عند الصيام تعلم بأن القوة من الله والحفظ من الله والعصمة من الله والبركة من الله في الوقت والجهد وفي كل شيء .
ب) المعرفة بالنفس
أن تعلم أنها الظلوم الجهول لا حول لها ولا قوة لا تعرف علي الحقيقة شيء، ولا تملك علي الحقيقة شيء ولا تقدر علي أي شيء لو وكلت إليها طرفة عين وكلت إلى ضعف وذل وخطيئة وهو الخذلان بعينه .
ولو نظرت في سابق عمرك وخطاياك ومدفون ذنوبك وما ينطوي عليه ضميرك وتعلق قلبك بغير الله ـ سبحانه وتعالى ـ والأنس به . ولو نظرت إلى صلاتك السابقة لعلمت عن الحقيقة أنك ظلوم جهول وأنك ضعف وعجز وضيعة ولولا منن الله تعالى السابغة عليك ظاهرة وباطنه ليلاً و نهاراً سرمدياً لكنت محض العدم، وأن ما أنت فيه من خير أو صحة أو عافية أو علم أو فهم أو تزكية لنفسه، أو خشوعاً أو معرفة بالله أو حفظ للقرآن أو القيام أو الصيام ………… أي عبادة ظاهرة أو باطنة ، محض الجود والكرم والفضل والمن من الجواد الكريم الرحمن الرحيم الحنان المنان ـ سبحانه وتعالى 0

ج) المعرفة بكثرة القواطع والمشاغل والعلائق والعوائد والعوائق وشدتها .
لو وكلت إلى نفسك طرفة عين ـ أي منها كفيل بالقضاء عليك ويقطعك عن الطريق بل بمحو أثرك ودينك .
ح) المعرفة بأعدائك : وبكثرتهم وشدتهم وأن كل منهم متربص بك ليظفر بك ويفتك بك ـ لو وكلت إلى نفسك ـ طرفة عين لم تر أيهم ظفرا بك .
د) المعرفة بشدة احتياجك لهذا الأمر الذي أنت قادم عليه وأنه لابد لك منه ولولاه لخسرت الدنيا والآخرة .
لو رسخت هذه المعارف الخمسة أنتجت لا محالة شدة الافتقار والذل والمسكنة للكبير المتعال العزيز الجبار ـ سبحانه وتعالى ـ .
ثم الركن العملي الدعاء .
دعاء العبد المضطر ( المضطر الذي لا يتوهم منه لنفسه شيئا من الحول والقوة ، ولا يري لنفسه سببا من الأسباب يعتمد عليه أو يستند إليه ، ويكون بمنزلة الغريق في البحر أو الضال في التيه القفر لا يري لغيثه إلا مولاه ، ولا يرجو لنجاته من هلكته أحد سواه .
وقال بعض العارفين : (المضطر الذي يقف بين يدي مولاه ، فيرفع يده إليه بالمسألة ، فلا يري بينه وبين الله حسنة يستحق بها فيقول يا مولاي هب لي بلا شيء).
دعاء هذا العبد للرب القدير ـ سبحانه وتعالى ـ الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الحي القيوم الحنان المنان ذو الجلال والإكرام، له صفات الجمال والجلال والكمال الرحمن الرحيم أرحم الراحمين ـ سبحانه وتعالى ـ .
دعاء يظهر فيه أثر المعارف السابقة .
يقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم : ( الدعاء هو العبادة ) أي أعظم ركن في العبادة الدعاء كقوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : ( الحج عرفة ) أي الركن الأعظم في الحج الوقوف بعرفة ومن فاته فاته الحج وكذلك من فاتته معاني الدعاء فاتته العبادة .
الدعاء بأن يوفقك الله تعالى إلى ما يحب ويرضى كما يحب ويرضى .
وأن يعيذك ـ سبحانه وتعالى ـ من كل قاطع يقطع عنه ( الدنيا ، النفس ، الهوى ، الناس ، الشيطان ) وأن يكون هو وحده ـ سبحانه وتعالى ـ همك .
وبالنسبةللصيام هنا بأن يعينك علي االصيام كما يحب ويرضي علي أحسن الوجوه وأكملها، وأن يوفقك كذلك لأعمال رمضان كما يحب ويرضي، وأن يثبتك بالدوام علي ذلك كما يحب ويرضي، وأن لا يكلك إلى نفسك الأمارة بالسوء وقدرتك الضعيفة الواهية وعقلك القاصر .
وارفع يدك بالدعاء ولا تحمل هم الإجابة
قال تعالى:  وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ…
قال سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ـ : { لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء كان خالد الربعي ـ رضي الله عنه ـ يقول : عجبت لهذه الأمة في وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة ، وليس بينهما شرط }.
وقال أحد السلف ـ رحمه الله تعالى ـ : متى أطلق لسانك بالطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك .
ومهما كان حالك فاسأل فإنه يعطيك من أجل أنه هو الجواد الكريم الرحمن الرحيم الوهاب الرزاق أرحم الراحمين .
وإن تحسن به الظن لذلك فكن كما قال أحد السلف ـ رحمه الله تعالى ـ : إن لم تحسن ظنك به لأجل حسن وصفه فحسن ظنك به لوجود معاملته معك، فهل عودك إلا حسنا , وهل أسدى إليك إلا مننا .
موانع التوفيق
اعلم أخي الحبيب أن ما يمنع عن التوفيق ويجلب لك الخذلان بإجماع العارفين من العلماء السالكين إلى الله تعالى أن يكلك الله تعالى إلى نفسك . والخذلان من
1- المعاصي الظاهرة و بخاصة معاصي الشهوة ( النظر – اللسان – الاستماع – اللمس – الشم (………
2 المعاصي الباطنة وهى الأخطر ومن أشدها العلائق تعلق القلب بغير الله تعالى .
ومن أشدها كذلك الدعوى ورؤية النفس وأنها شيء، فالحذر الحذر كل الحذر أن تدخل علي الله تعالى وأنت تدعي شيئا من الربوبية أوالألوهية، فلا تدخل أصلا بل تطرد من بعيد وتسقط من عين الله تعالى , كما فعل بإبليس نعوذ بالله منه طرد من رحمه الله أبد الآبدين لما قال  أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ  ادّعى الخيرية وكان الواجب عليه ـ لولا الشقوة ـ أن يؤثر التذلل على التكبر ، لا سيما والخطاب الوارد عليه من الحق تبارك وتعالى , ثم إنه وإن سلك طريق القياس فلا وجه له مع النفس لأنه بحظٍ، فلا يزده قياسه إلا في استحقاقه نفيه إذ ادّعى الخيرية بجوهره (حيث اعتبر النار خير من الطين) ـ ومن قال أن في هذا خيرية ـ ، ولم يعلم أن الخيرية بحكمه ـ سبحانه ـ وقسمته كذلك قد يرى الإنسان لنفسه خيرية ، وما هي بخيرية .
ويقال من رأى لنفسه قدر أو قيمة فهو متكبر ، والمتكبر بعيد عن الحق ـ سبحانه وتعالى ـ ورؤية المقام قدم في الربوبية إذ لا قدر لغيره تعالى ، فمن ادعى لنفس قدر فقد نازع الربوبية فيكون جزاءه ، الطرد والذلة والصغار .
كما قال تعالى  قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ  أخرجه من درجته ، ومن حالته ورتبته ، ونقله إلى ما استوجبه من طرده ولعنته ، ثم تخليده أبداً في عقوبيه ، ولا يذيقه ذرة نم برد رحمته ، فأصبح وهو مقدم على الجملة ، وأمسى وهو أبعد الزمرة، وهذه آثار قهر العزة، فأي كبد يسمع هذه القصة ثم لا يتفتت ؟!
قال تعالى قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ
ويخسف بك كما خسف بقارون لما  قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي 
كذلك ما لاحظ أحد نفسه إلا هلك بإعجابه .ويقال السم القاتل ، والذي يطفئ السراج المضيء النظر إلى النفس بعين الإثبات ، وتوهم أن منك شيئا من النفي والإثبات
قال تعالى فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ  . [لطائف الإشارات بتصرف]



المقصود أن تدخل العمل : 1) باليقين والافتقار .
2) بالــــوداع :
بأن هذا العمل هو آخر أعمالك في الدنيا وفيه تقابل ربك ـ سبحانه وتعالى ـ لوصية النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لأبي أيوب – رضي الله عنه ـ : ( إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ). [أحمد، صحيح الجامع/742]
ولقوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : { أذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته أحرى أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها } [السلسلة الصحيحة/1421]
فانظر كيف تقابله ـ سبحانه وتعالى ـ واعلم أن نظر الله تعالى إلى ما في القلب، كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : { إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ، ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم }. [مسلم]

3) بالاســـتغـفار :
والمقصود بالاستغفار هنا هو الاستغفار المقرون بالتوبة حتى لا تحرم بالذنوب .
ففي المسند من حديث ثوبان قال : قال رسول الله صلي عليه وآله وسلم : {إن الرجل يحرم الرزق بالذنب يصيبه}.
وبالتوبة ترفع آثار الذنوب من القلوب وموجباتها من الحرمان وغيره من العقوبات المترتبة علي الذنوب ، بل توجب فضل الله تعالى وبركاته وجوده وكرمه ومنته توفيقه ـ سبحانه وتعالى ـ.
كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ  وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ  [هود/3]
وقال ـ سبحانه وتعالى ـ حاكيا عن نبيه هود عليه السلام  وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ [هود /52]
وقال ـ سبحانه وتعالى ـ حاكيا عن نبيه نوح عليه السلام  فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا [نوح/12:10]
4 ) بالذكر الســـــرمدي
1- حتى تكون في المعـية الإلهية الخاصة :
يقول ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ : (أن الذاكر قريب من مذكوره ، ومذكوره معه . وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة ، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتوفيق .
كقوله تعالى  إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُون َ ,  إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ،  إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ،  إِنَّ اللّهَ مَعَنَا  وللذاكرين من هذه المعية نصيب وافر كما في الحديث الإلهي ( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ) .
[البخاري تعليقا ، والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي ، وابن ماجه ، وابن حبان ، وفي المسند]
والمعية الحاصلة للذاكر معية لا يشبها شئ ، وهي أخص من المعية الحاصلة للمحسن والمتقي ، وهي معية لا تدركها العبارة ولا تنالها الصفة . [الوابل الصيب باختصار]
تخيل كم يكون فتح الله تعالى عليك وتوفيقه لك وأنت في المعية الإلهية الخاصة .

2- وتستجلب بالذكر ذكر الله تعالى لك كما قال تعالى  فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ  .
يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفي بها فضلا وشرفا
فتخيل كم يكون مقتضى ذكر الله تعالى من الفتح والنصر والقوة والمعونة والتوفيق .
3- وبالذكر تستمد القوة القلبية والبد نية من الله تعالى حتى أنك لتفعل ما لا تتخيل أن تفعله بدونه ويجعلها قرة عين .
ففي حديث عبد الله بن بسر ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء أعرابي قال : يا رسول الله { إن أبواب الخير كثيرة ، ولا أستطيع القيام بكلها ، فأخبرني بما شئت أتشبث به ، ولا تكثر علي فأنس . وفي رواية . إن شرائع الإسلام قد كثرت علي . وأنا قد كبرت . فأخبرني بشيء أتشبث به . قال : لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى }
[الترمذي ، ابن ماجه ، الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي]
يقول ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ : فدله الناصح صلي الله عليه وآله وسلم علي شئ يعينه علي شرائع الإسلام والحرص عليها والاستكثار منها ، فإنه إذا اتخذ ذكر الله تعالى شعاره أحبه وأحب ما يحب ، فلا شئ أحب إليه من التقرب بشرائع الإسلام ، فدله صلي الله عليه وآله وسلم علي ما يتمكن به من شرائع الإسلام وتسهل به عليه وهو ذكر الله تعالى
ً وقد علم النبي صلي الله عليه وآله وسلم ابنته فاطمة وعلياً ـ رضي الله تعالى عنهما ـ أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثاً وثلاثين ويحمدا ثلاثا وثلاثين ويكبرا أربعا وثلاثين لما سألته الخادم وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة ، فعلمها ذلك وقال : {إنه خير لكما من خادم}. [البخاري7/3705]
فقيل إن من داوم علي ذلك وجد قوة في يومه مغنية عن خادم .
وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم تلك الوصية وفقهوا معناها الثمين حتى إن أبا الدرداء رضى الله عنه قيل له " إن رجلاً أعتق مائة نسمة. قال: إن مائة نسمة من مال رجل كثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار وأن لا يزال لسان أحدكم رطباً من ذكر الله عز وجل" أحمد فى الزهد.
وكان رضى الله عنه يقول: " الذين لا تزال ألسنتهم رطبه من ذكر الله يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك".
4- وكذلك دوام الذكر يوجب لك الأمان من الخذلان في هذا العمل وغيره وتدخله بالله تعالى لا بنفسك
يقول ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ : (أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده ، فإن نسيان الرب ـ سبحانه وتعالى ـ يوجب نسيان نفسه ومصالحها ، قال تعالى :  وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ  وإذا نسي العبد نفسه أعرض عن مصالحها ونسيها واشتغل عنها فهلكت وفسدت ولابد ، كمن له زرع أو بستان أو ماشية أو غير ذلك مما صلاحه وفلاحه بتعاهده والقيام عليه ، فأهمله ونسيه واشتغل عنه بغيره وضيع مصالحه فإنه يفسده ولابد، هذا مع إمكان قيام غيره مقامه فيه ، فكيف الظن بفساد نفسه وهلاكها وشقائها إذا أهملها ونسيها واشتغل عن مصالحها وعطل مراعاتها وترك القيام عليها بما يصلحها ؟ فما شئت من فساد وهلاك وخيبة وحرمان . وهذا هو الذي صار أمره كله فرطا فانفرط عليه أمره وضاعت مصالحه ، وأحاطت به أسباب القـطوع والخيبة والهلاك . ولا سبيل إلى الأمان من ذلك إلا بدوام ذكر الله تعالى واللهج به ، وأن لا يزال اللسان رطباً به ، وأن يتولى منزلة حياته التي لا غني له عنها ومنزلة غذائه الذي إذا فقده فسد جسمه وهلك ، وبمنزلة الماء عند شدة العطش ، وبمنزلة اللباس في الحر والبرد وبمنزلة الكن في شدة الشتاء والسموم ).
فحقيق بالعبد أن ينزل ذكر الله منه بهذه المنزلة وأعظم ، فأين هلاك الروح والقلب وفسادهما من هلاك البدن وفساده ؟ هذا هلاك لابد منه وقد يعقبه صلاح لابد ، وأما هلاك القلب والروح فهلاك لا يرجى معه صلاح ولا فلاح ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ولو لم يكن في فوائد الذكر وإدامته إلا هذه الفائدة وحدها لكفي بها . فمن نسي الله تعالى أنساه نفسه في الدنيا ونسيه في العذاب يوم القيامة
5- وكذلك ذكر الله تعالى أمان من النفاق في هذا العمل وفي غيره وأمان من النفاق عموماً :
يقول ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ : (أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق، فإن المنافقين قليلوا الذكر لله عز وجل . قال الله عز وجل في المنافقين :  وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ، وقال كعب : من أكثر ذكر الله عز وجل برئ من النفاق . ولهذا – والله أعلم – ختم الله تعالى سورة المنافقين بقوله تعالى  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ فإن في ذلك تحذيراً من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر الله عز وجل فوقعوا في النفاق ، وسئل بعض الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ عن الخوارج : منافقون هم ؟ قال : لا ، المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا ، فهذا من علامة النفاق قلة ذكر الله عز وجل ، وكثرة ذكره أمان من النفاق ، والله عز وجل أكرم من أن يبتلي قلباً ذاكراً بالنفاق وإنما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل ).
وقد سئل شيخنا (غفر الله لنا وله) : هل يستطيع أحد أن يذكر الله تعالى وهو يذاكر العلم الشرعي فقال : بل أن هناك من إذا قلت له لا تذكر لا يستطيع أو لا يقدر .
وقد رأيت شيخنا الآخر ـ رحمه الله رحمة واسعة وجعله في عليين ـ يلهج بالذكر سرمديا وهو يستمع إلى الدرس أو غيره ، ولو نظرت إليه لذهب ما في قلبك من الذنوب والحجب وامتلأ إيمانا يفيض علي لسانك بسرمدية الذكر رحمه الله رحمة واسعة وأزال عنا الحجب فنشاهد ونصاحب مثله . (آمين) .
وأذكر أني كنت في أحد مجالس الذكر مع شيخنا المذكور ـ رحمه الله تعالى ـ وكان أحد إخواننا يلقي (موعظة) وشيخنا ـ رحمه الله تعالى ـ ينظر إليه مع سرمدية الذكر التي كانت حاله ومقامه – وكنت أنظر إلى شيخنا أو قل انجذب القلب والبصر إليه وشحن القلب بإيمان من النظر إليه ووجدت مقتضى ذلك من سرمدية الذكر الغير متكلفة وأنا مع ذلك فهمت هذه الموعظة جيداً وتأثرت بها مع عدم النظر إلا إلى شيخنا وأحفظها إلى الآن مع أن ذلك من أكثر من واحد وعشرون عاماً .
المقصود اللهج بالذكر السرمدي قبل ووسط وبعد العمل ومن جرب هذا عرف قيمته وابدأ أخي الحبيب بالتدريب علي الذكر – ولو مع الغفلة كما قال أحد السلف ـ رحمه الله تعالى ـ : (لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه، لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره فعسي أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور. ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى المذكور. وما ذلك على الله بعزيز فابدأ بالتدريب على الذكر قبل ومع وبعد العمل إذ هو المقصود من الأعمال .
يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ : إن جميع الأعمال إنما شرعت لإقامة لذكر الله تعالى والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى قال تعالى  وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : { إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله تعالى } .
[أبو داود ، والترمذي وقال حسن صحيح]
[الكلام عن الذكر من الوابل الصيب للإمام ابن القيمـ رحمه الله تعالى ـ باختصار وتصرف]
5 ) ببذل النصيحة وتفريغ القلب لله تعالى والإقبال بكل مجامع القلب وشعبه على الله تعالى ، وعدم نسيان الآمر وقت الإتيان بالأمر ، مستفرغ الجهد والسعة في الإقبال علي الله تعالى مهتماً بذلك معتنيا به معتنياً بإيقاعه على أحسن الوجوه الظاهرة والباطنة الظاهرة في القول المسموع والفعل المشاهد والباطنة في حضور القلب والخشوع والتدبر والتفهم والعزم علي العمل وتفريغ القلب لله تعالى، دافعاً لأي خاطر لا تلتفت لغيره مشتاقاً إلى الخدمة ولتعلم أن ميزان العمل ما في القلب من المحبة والإجلال والتعظيم وعدم رؤية النفس .
باذلاً كل يمكن بذله من صحة أو مال أو وقت في سبيل تحقيق ذلك .
6 ) بالمشـــاهـدة ( الإحســان ) : ( أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )
وهذا ينشأ من كمال الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته ، حتى كأنك تري الله ـ سبحانه وتعالى ـ فوق سماواته ، مستويا علي عرشه ، يتكلم بأمره ونهيه، ويدبر أمر الخليقة، فينزل الأمر من عنده ، ويصعد إليه ، وتعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة عليه.
وتشهد ذلك بقلبك وتشهد أسمائه وصفاته وتشهده ـ سبحانه وتعالى ـ حيا قيوما سميعا بصيرا عزيزا حكيما، آمرا ناهيا لا يخفي عليه شيء من أعمال العباد ولا أقوالهم، ولا بواطنهم، بل  يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ .
ومشهد الإحسان أصل أعمال القلوب كلها، فإنه يوجب الإجلال والتعظيم، والخشية والمحبة، والإنابة والتوكل، والخضوع له ـ سبحانه وتعالى ـ، والذل له ، ويقطع الوساوس وحديث النفس، ويجمع القلب والهم علي الله تعالى، وحظ العبد من الله تعالى علي قدر حظه من هذا المشهد. [من كلام الإمام بن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ]
فذكر نفسك بهذا وتدرب علي التحقق بأن الله مطلع عليك يراك ويسمعك وأقرب إليك من حبل الوريد .
وتدرب علي التحقق والتعبد بأسمائه الحسني وصفاته العليا صفات الجمال والجلال والكمال .
فذكر نفسك بأنه هو السميع ، البصير ، العليم ، الخبير ، الشهيد ، المحصي ، الرقيب ،الحي ، القيوم…… . قبل العمل ومع وبعد العمل .
المقصود أن تدخل العمل : 1) باليقين والافتقار,2 ) بالــــوداع ، 3) بالاســـتغـفار , 4 ) بالذكر الســـــرمدي , 5 ) ببذل النصيحة وتفريغ القلب لله تعالى والإقبال بكل مجامع القلب وشعبه على الله تعالى ، وعدم نسيان الآمر وقت الإتيان بالأمر ، 6 ) بالمشـــاهـدة ( الإحســان )

2- بالنيات الصالحات والصدق فيها (من أسباب القبول )
قال تعالى:  وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ُ.
وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : { إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه } . [البخاري ومسلم]
ففي هذا الحديث تحقيق لاشتراط النية في أصل صحة الأعمال ـ وأن حظ العامل من عمله نيته .
فالعمل بغير نية عناء والنية بغير إخلاص رياء وشقاء ونفاق والإخلاص بغير صدق وتحقيق هباء.
وليس للشرع عناية في طاعة من الطاعات بعد الإيمان بالله تعالى أعظم من اعتنائه بالنية إذ صحة العبادات أجمعها موقوفة علي وجودهما ـ يعني الإيمان والنية ـ فهي تلي الإيمان في الرتبة والشرط في صحة الأعمال .
وقوله صلي الله عليه وآله وسلم : {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى} ، هذا يختص بالطاعات و المباحات دون المعاصي وفي الطاعات كما هي مرتبطة في أصل صحتها وفي تضاعف فضلها ، أما الأصل فهو أن ينوي عبادة الله تعالى فإن نوي الرياء صارت معصية وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نية ثواب إذ كل واحدة منها حسنة ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها كما ورد في الخبر. [الإحياء]
كتب سالم بن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهم ـ إلى عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ : ( اعلم أن عون الله تعالى للعبد علي قدر النية ، فمن تمت نيته تم عون الله له ، وإن نقصت نقص بقدره ) .
وقال يحيى بن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل .
وقال سفيان الثوري ـ رحمه الله تعالى ـ: كانوا يتعلمون النية للعمل كما يتعلمون العمل.
وقال مطرف بن عبد الله ـ رحمه الله تعالى ـ : صلاح القلب بصلاح العمل ، وصلاح العمل بصحة النية .
وقال الفضيل بن عياض ـ رحمه الله تعالى ـ : إنما يريد الله عز وجل منك نيتك وإرادتك.
وقال أبو طالب المكي ـ رحمه الله تعالى ـ : ( وقد أغفل الناس علم النية وتركوا السؤال عنها كإغفالهم السؤال عن سيرة المتقدمين كيف كانت في كل شئ ، وكتركهم التفقد لها . وكحاجتهم إلى علم التوبة وأحكامها ) .
والنية هي فرض الفرض وأصول الأصول وقد كان العلماء إذا سئلوا عن علم شئ أو سعوا في أمر قال إن رزقنا الله نية فعلنا ذلك . أ.هـ [علم القلوب /185]
وقال الإمام العالم العامل أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدري الفاسي الشهير بابن الحاج ـ رحمه الله تعالى ـ : ( كنت كثيرًا ما أسمع سيدي الشيخ العمدة العالم العامل المحقق القدوة أبا محمد عبد الله بن أبي جمرة يقول وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم ويقعد إلى التدريس في أعمال النيات ليس إلا أو كلامًا هذا معناه. فإنه ما أتـي علي كثير من الناس إلا من تضييع النيات ). [المدخل/3]
واعلم أخي الحبيب قلنا نيات ولم نقل نية لأنه كما أن الأعمال مرتبطة بالنيات في أصل صحتها فهي كذلك مرتبطة في تضاعف فضلها بكثرة النيات الصالحات .
فإن الطاعة الواحدة يمكن أن تنوي بها خيرات كثيرة فيكون لك بكل نية ثواب فإنه لكل امرئ ما نوي وفضل الله تعالى أوسع وأكثر وأكبر مما تتصور وقد قال صلي الله عليه وآله وسلم : {من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالاً فله ما نوي}. [أحمد والنسائي]
وقال بعض العارفين ـ رحمهم الله تعالى ـ : إنما فضلوا بالإرادات ولم يتفضلوا بالصوم والصلاة .
لذلك ارتفع قدر علماء الآخرة وفضلت أعمالهم بحسن معرفتهم بنيات العمل واعتقادهم بها فقد يكون في العمل الواحد عشر نيات يعلم ذلك العلماء فيعملون بها فيعطون عشر أجور وأفضل الناس في العمل أكثرهم نية وأحسنهم قصد وأدبا .
بل وما من شئ من المباحات إلا ويحتمل نيات .
قال الإمام الغزالي ـ رحمه الله تعالى ـ : ( وما من شئ من المباحات إلا ويحتمل نية أو نيات ، يصير بها من محاسن القربات وينال بها معالي الدرجات ، فما أعظم خسران من يغفل عنها ويتعاطاها تعاطي البهائم المهملة عن سهو وغفلة ).
وقال بعض العارفين : ( إني لأستعد النية في كل شئ قبل الدخول فيه، في أكلي ونومي ودخولي الخلاء ). [الإحياء]

وقلنا الصدق فيها لأنه قد يعلم الإنسان ما يكون من نيات ولكن ليست هي الدافع فلابد من اختبار الصدق .
وهذا سوف نبينه إن شاء الله تعالى بفضله وجوده بالتفصيل في رسالة العمل المقبول.

نيات الصيام
1) المسارعة إلى أقامة العبودية لله تعالى.
2) التقرب إلى الله تعالى بأحب شئ ( الفرض)
3) تعظيماً لشعائر الله تعالى.
4) إقامة السنة
5) الدخول من باب الريان ........ النظر إلى الله تعالى والحصول على الرضوان.
6) تحصيل التقوى.
7) حصول المغفرة والأجر العظيم.
Cool الثواب العظيم الذي يعطيه الله تعالى للصائمين ( وأنا أجزى به)
9) الفرح يوم لقاء الله تعالى.
10) الوقاية من النار ( الصيام جنة)
11) شفاعة الصيام.
12) لعطش يوم القيامة.
13) لعله يختم لك دخول الجنة.
14) نصف الصبر والصبر نصف الإيمان إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ .
15) الخيرية في الصيام  وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ 
16) لا عدل للصيام في إصلاح النفس.
17) الإعانة على الأعمال  وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ  وهو نصف الصبر
18) أرجى لقبول الدعاء.
19) مضاعفة ثواب الأعمال.
20) شكر لنعم الله تعالى ( الصحة ........... )
21) الصائم متعرض لنفحات الله تعالى ( عساه أن تصيبه فلا يشقى بعدها أبداً )
22) أداء الأمانة.
23) نيات الجوع الشرعي ( الأكل لقيمات بحد أقصى ثلث البطن )
- السنة.
- صفاء القلب ورقته التي تتهيأ بها للتأثر بالذكر وإدارك حلاوة الإيمان.
- مذلة النفس وكسر شهواتها والإستيلاء على النفس الأمارة بالسوء وعدم الجموح إلى الدنيا لتنقاد إلى أمر الله تعالى.
- الانكسار والذل الذي هو سبب كل قرب وكل فتح وزوال البطر والفرح الذي هو مبدأ الطغيان الغفلة عن الله تعالى.
- شهادة ذل النفس وعجزها لترى عز مولاها وإنه لا حول ولا قوة إلا بالله.
- تذكر بلاء الله تعالى وعذابه وتذكر الجوع والعطش يوم القيامة وجوع وعطش أهل النار.
- تذكر أهل البلاء والحاجة في الدنيا فإن هذا يدعوا إلى الشفقة والرحمة.
- دفع النوم الكثير وعدم ضياع العمرة فلا فائدة.
- تيسير المواظبة على العبادة وعدم تضييع الوقت في التردد على الخلاء وعدم المقدرة على المحافظة على الوضوء وما له من فضل وأجر.
- تستفيد من قلة الطعام بصحة الأبدان ودفع المرض الذي يشوش العبادة.
- خفة المؤونة فيكفيك القليل فإن ذلك يساعد على الزهد والورع وعدم الحرص على الدنيا.
- التمكن من الإيثار والتصدق ونيات ذلك.
- التضييق على الشيطان مجاريه.

3- أعـمال وسط العـمل (من أسباب القبول )
1 - دوام النظر إلى المعبود واللهج بذكــره وعدم نسيان الآمر وقت الإتيان بالأمر.
2- الحذر من فتور ما دخلت به (اليقين والافتقار – ا لوداع – الاستغفار – بذل النصيحة وتفريغ القلب لله تعالى – اللهج بالذكر – المشاهدة (الإحسان) – النيات الصالحات والصدق فيها)
3- الحذر الحذر من عزوف النيات
4 - الحذر من الغفلة عن أهم مطلب ( التعرف)0
5 – الحذر من الغفلة عن الآداب و منها حفظ الفكر والقلب ودفع الخواطر واستبدالها ( الانشغال
والهجوم على الفكر بال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aalm-ahla-bnat.own0.com
 
أسباب قبول رمضان جعلنا من المقبولين..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحيو هذه السنة في رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عالم أحلى بنات :: منتديات الرزه والصدز :: نور الوجود وطهر العمل :: الخيمة الرمضانية-
انتقل الى: